موقع العين وادي عارة :-


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


ربع قرن أمضى في سجون الاحتلال الصهيوني، ووصل إلى قلوب الفلسطينيين، الأسير أحمد أبو حصيرة "أبو العبد" عميد أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجن نفحة الصحراوي يتحدث في حوار مع "فلسطين اليوم" عن تجربته الاعتقالية وعن حياته الخاصة، فيما يلي نص الحوار الذي أجراه الأسير المحرر رأفت حمدونة مع القيادي أبو حصيرة قبل الافراج عن حمدونة بأيام قليلة. س: هل يمكننا التعرف على بطاقتك الشخصية؟ الاسم: احمد عبد الرحمن أبو حصيرة الكنية (أبو العبد) تاريخ الميلاد 25/12/1952 السكن غزة البحر قرب مسجد العباس. س:؟ هل يمكن أن تعطينا لمحة موجزة عن مسيرة حياتك منذ الطفولةدرست الإبتدائية بمدرسة ذكور الشاطئ، والإعدادية بمدرسة غزة الجديدة، والثانوية بمدرسة فلسطين، وحصلت على التوجيهي أدبي ومعدلي ممتاز، كنت كباقي أبناء الشعب الفلسطيني لصعوبة الحياة أعمل خلال العطل الصيفية، فعملت مع والدي رحمه الله بصحبة أخي في تجارة السمك في عام 1969-1968 للمساعدة من الناحية المادية (وكانت ولله الحمد أوضاعنا المادية متوسطة). نشأت وسط عائلة متدينة مكونة من ثماني (6 أخوة إخوة وأختين) وأصل العائلة من مدينة غزة . وفي سنة 1972، إستشهد أخي الذي يكبرني فى البحر فى وقت الغروب جراء إطلاق النار عليه من قبل الاحتلال بدم بارد، وكان متزوجا وله من الأولاد إثنين (ولد وبنت). س: يذكر أنك اعتقلت ثماني سنوات من سنة (1971 حتى 1979) فهل لك أن تعطينا لمحة عن هذه الفترة؟ التحقت بتنظيم قوات التحرير والتي هي في الأصل من الضباط الأحرار الذين تبقوا من جيش التحرير ولم ينهزموا وفي القطاع عملوا على تجميع أنفسهم مكونين تنظيم قوات التحرير. وقمت بتنظيم ثلاث إخوة وقتذاك، وبعد نشاط دام حوالي سنة تم اعتقالي بتاريخ 1971/8/11 على خلفية إلقاء قنابل على سيارة عسكرية، وحوكمت عشر سنوات، وبعد محاكمتي تم نقلي إلى سجن السبع في أواخر سنة 1972 م، وبعد استقراري في سجن بئر السبع اجتهدت بدراسة الكتب الإسلامية (وبالأخص مجلدات الشهيد سيد قطب في ظلال القرآن ومعالم على الطريق) آنذاك كان عدد الذين تأثروا بدراسة ظلال القرآن هو 70 فرد والذين ثبتوا على الطريق حوالي النصف والنصف الثاني تراجع. أما النصف الأول والذي ثبت فمنهم من تبنى أفكار الأخوان المسلمين، ومنهم من تبنى أفكار التكفير والهجرة، ومنهم من تبنى أفكار حزب التحرير (طبعا كل الذين تبنوا هذه الأفكار عددهم جميعا اقل من عدد الذين تبنوا أفكار (الجهاد) وللإشارة فالجهاد الاسلامى فى فلسطين لم يكن على الساحة الفلسطينية كتنظيم. ومنذ تلك اللحظة في سنة 73 أصبح لنا تجمع عضوي حركي بما تعنيه هذه الجملة من معنى وتم الإفراج عني بتاريخ 24/8/1979 م. س:؟ لم تكن الفترة طويلة بعد تحريرك من الاعتقال الأول حتى عدت للعمل العسكري في إطار حركة الجهاد الاسلامى في فلسطين فهل يمكن أن نتعرف علي هذه الحقبة بعد خروجي من السجن لم ألين ولم أستكين، على العكس فخرجت أكثر عزما وصدقا وإرادة، على الصعيدين (الشخصي والوطني) وعملت بجهد كبير لأكون نفسي من الناحية المادية فعملت مع أبي في حر الشمس الحارق صياد الاسماك لان ابي صياد ولنا قارب صياد، ومع أخي في محل للتكييف والتبريد، ثم في السيارات و هنا تعرفت على الأخ محمد الحسنى (أبو زكى)، هذا على الصعيد الشخصي أما على الصعيد التنظيمي فبعد الإفراج عنى بفترة أى تقريبا فى سنة 1981 م تعرفت أنا وبعض الإخوة الذين نحمل نفس الفكر على جماعة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقى في مسجد عنان واتضح أننا نلتقي على نفس الأفكار، وتطورت العلاقة بيننا حتى أنني قمت بزيارة زملائي فى الأسر ممن كانوا يشاركونني نفس الأفكار فى الاعتقال، وبعد تبادل الثقة والتعرف على بعضنا البعض من خلال جلساتنا السرية المطولة (أنا والشهيد) ...... فقمت بزيارتهم فى سجن عسقلان وتم التواصل ما بين الإخوة في عسقلان والأخ الشهيد الدكتور وعلى اثر ذلك تم منحى ما يلزم من متطلبات العمل العسكري وابتدأنا بالقليل بصحبة الأخ محمد الحسنى (أبو زكى) هذا الأخ العزيز الذي شاركني العمل العسكري طول الفترة قبل اعتقالنا، و ذلك بقيادة الدكتور الشهيد فتحى الشقاقى (أبو إبراهيم) وكنا أول مجموعة عسكرية للجهاد الاسلامى فى فلسطين، ومن المهم الذكر بأنني تعرفت على الأخ الشهيد عبد الله السبع رحمة الله عليه فى هذه الفترة وهذا كان في بداية سنة 1982 وللعلم فأول عمل عسكري لنا كان في شهر 10 سنة 82، وفمنا بتنفيذ عدة عمليات (إلقاء قنابل يدوية على الجيش) وكان كان منها عملية الساحة المشهورة ردا على مقتل العكلوك في سنة 83، وفي تاريخ 18/2/86 تم اعتقالي وكنت أول أول أسير للجهاد الإسلامي فى فلسطين، وتم التحقيق معي بأبشع أنواع التعذيب، ومكثت في التحقيق والزنازين 130 يوما على التوالي وبعد اعتقالي ب - 14 يوم تم اعتقال الأخ محمد الحسنى (أبو زكي) تم كان اعتقال الدكتور الشهيد فتحى الشقاقى (أبو إبراهيم)، وحوكمت 35 سنة وحوكم الأخ محمد الحسنى (أبو زكي) 30 سنة والأخ الدكتور الشهيد فتحى الشقاقى (أبو إبراهيم) 7 سنوات، وكنا معا في سجن غزة المركزي في غرفة 6 ج حتى تاريخ 1986/10/12 م، ثم انتقلنا أنا و الأخ محمد الحسنى (أبو زكي) إلى سجن عسقلان، ثم اجتمعنا مرة أخرى بالدكتور الشهيد فتحى الشقاقى (أبو إبراهيم) قبل إبعاده إلى لبنان وذلك فى قسم ب في سجن (المجدل) عسقلان المركزي. س:؟ لقد أمضيت ما يقارب من ربع قرن في السجون، ففي أي السجون تنقلت طوال فترة اعتقالك وكيف استطعت التغلب على هذه العذابات ؟ وبأي الوسائل؟ وهل فكرت إن تقضي كل هذه السنين فى الاعتقال؟ الحقيقية إنني أمضيت أكثر من ربع قرن فى الاعتقال، 8 سنوات سابقا و لحتى تاريخ هذه المقابلة بدأت فى السنة الحادية والعشرين من الاعتقال على التوالي، أي لي الآن ما مجموعه 28 سنة من الاعتقال، أمضيت ما يقارب من 13 سنة في سجن عسقلان المركزي و ما يقارب من 10 سنوات من اعتقالي فى سجن نفحة الصحراوي، والباقى فى سجون متفرقة، و لقد توفي والدي رحمه الله وأنا فى سجن نفحة واستطعت بحمد الله التغلب على هذه المحنة وعلى الاعتقال بالإرادة والإيمان والتخلي بالصبر وقراءة القرآن والكتب الإسلامية والعلمية، ولقد ساهمت بالعمل التنظيمي ولفترة طويلة وفي جميع المجالات داخل الاعتقال للحفاظ على الأخوة الجدد وبناءهم فكريا وثقافيا، وللحيلولة دون استهدافنا كأسرى معنويا وماديا من قبل إدارة مصلحة السجون التي تسعى لتفريغ المناضلين من محتواهم الثقافي والنضالي.وكان أملي كبير في أن يتم الإفراج عنى عبر الافراجات التي تكررت فى عهد السلطة، وحلمي أن يتم الإفراج عنى بعملية تبادل للأسرى. ومن منطق إيماني العميق بأن الدين فعل المأمور وترك المحظور والرضي بالمقدور. فأنا والحمد لله مؤمنا بقدري، صابرا محتسبا فلله الحمد في السراء والضراء. س :؟ من المؤكد أن هذه السنين أثرت علي حياتك الإجتماعية جوهر والصحية والنفسية فهل يمكن أن تضعنا في هذه التأثيرات الحمد لله الذي رزقني بزوجة صالحة كانت تساندني طيلة الوقت رغم أننا لم نرزق بأولاد خلال الأربع سنوات وقبل اعتقالي ما، ولكننا نحمد الله على ذلك، ولله الحمد معنوياتنا ممتازة، وصابرون رغم منع السلطات لها من زيارتي لما يقارب من خمس سنوات متتالية ألا إننا محتسبون ونسأل الله الفرج والأجر. س:؟ هل أنت نادم علي عملك بعد هذه السنين الحمد لله لم أشعر بالندم لحظة، فمن رضى فله الرضى ومن سخط فعليه السخط والعياذ بالله، فأسأل الله الرضى و الأجر والفرج القريب وليس على الله بعزيز، وأتمنى أن يكون عملي مخلصا لله ويكون جهدي ومعاناتي مدخرا لي عند مليك مقتدر واسأل الله إن يتقبل صالح أعمالي وأن يكون راض عني واملي ان يكون اخواتي مثلى والحمد لله تحقق حلمى بستشهد اخي الكبير وباقي اخواني كلهم يعملون في حركة جهادية.س:؟ تجربه الاعتقال قاسية ويتخللها مواقف جميلة اى المواقف أسعدتك واي المواقف أحزنتك طوال هذه السنين من المواقف التي أسعدتني الإفراج عن الأسرى غالبية، ومن الموقف التي أحزنتني هو عدم الإفراج عن باقي الأسرى الذين تصفهم سلطات الاحتلال (باطلة) بأن أياديهم ملطخة بالدماء، وللأسف الجميع (تنظيمات وسلطة) يتحملون المسئولية فى إبقاء عناصرها وأسراها لما يزيد عن الربع قرن فى الاعتقال دون أن يقدموا حلا جذريا واضحا لوقف هذه المعاناة الإنسانية والأخلاقية والوطنية، مع أن الجميع يدرك واجبه ودوره فى هذه القضية. س:؟ بماذا توصي المعنيين بالأمر سلطة وتنظيمات وقيادات وكوادر وعناصر حركة الجهاد في فلسطين خارج السجن كل الجهود بتظافر أوصيهم (سلطة وتنظيمات ومنظمات أهلية وحقوقية) للعمل سويا من اجل الإفراج عن القدامى بشكل خاص وكل الأسرى دون استثناء بشكل عام وبكل الوسائل الممكنة، كما ونتمنى من كل الفصائل الاتفاق والوفاق فى كل القضايا عبر الحوار الوطنى وليس بأي وسيلة أخرى. س:؟ ما هو طموحك في الحياة التي تتبناها والأمور وتسعى لتحقيقهاأتمنى من الله العلي القدير أن يفك أسرانا، وأن يوفقني الله لأرد فضل زوجتي لتواصلها معى طوال فترة اعتقالى، وأتمنى أن يرزقنا الله الذرية الصالحة كما وأتمنى من الله إن أتمكن من زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم والحج، و في الختام اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار. اتمني من الله الافراج القريب لك والى جميع الاسرى .